للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: القارعة، سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها، يقال: قد أصابتهم قوارع الدهر، أي أهواله وشدائده، قالت الخنساء (١):

تعرّفني الدهر نهشًا وحزًّا (٢) … وأوجعني الدهر قرعًا وغمزًا

أرادت أن الدهر أوجعها بكبريات (٣) نوائبه وصغرياتها (٤).

ومنها: يوم البعث، وحقيقته (٥): إثارة الشيء عن خفاء، وتحريكه عن سكون، قال عنترة (٦):

وعصابة شم الأنوف بعثتهم … ليلًا وقد مال الكرا بطلاها

وقال امرؤ القيس (٧):

وفتيان صدق قد بعثت بسحرة … فقاموا جميعًا بين عاث (٨) ونشوان

وقد تقدم (٩) القول فيه وفي صفته والحمد لله.

ومنها: يوم النشور وهي عبارة عن الإحياء، يقال: أنشر الله الموتى فنشروا (١٠) أي أحياهم (١١) الله فحيوا، ومنه قوله تعالى: ﴿وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا﴾ (١٢)


(١) ديوان الخنساء ص (٨١).
(٢) في (الأصل): خزا، والتصويب من (ع، ظ، ديوان الخنساء).
(٣) في (الأصل): بكبرات، وتصويبه من (ع، ظ).
(٤) في (ع): صغراها.
(٥) في (ظ): وحقيقة البعث.
(٦) في (ظ): وقال الشاعر، انظر: ديوان عنترة ص (١٥٢).
(٧) ديوان امرئ القيس، ص (١٧٤).
(٨) في (الأصل): غاث، والتصويب من (ع، ظ، ديوان امرئ القيس).
(٩) ص (٤٩٢).
(١٠) في (ع): فانشروا.
(١١) في (ع): فأحياهم.
(١٢) هكذا في جميع النسخ بما فيها المسودة، قال صاحب كتاب إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ص (١٦٢): قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي من النشز وهو الارتفاع أي يرتفع بعضها على بعض للتركيب ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالراء المهملة من أنشر الله الموتى: أحياهم، ومنه ﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ﴾ [سورة عبس: ٢٢]، سورة البقرة من الآية (٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>