للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي نحييها، وقد يكون معناه التفريق، من ذلك قولك: أمرهم نشر.

ومنها: يوم الخروج، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا﴾ [المعارج: ٤٣]، فأوله الخروج من القبور وآخره خروج المؤمنين من النار، ثم لا خروج ولا دخول على ما يأتي (١).

ومنها: يوم الحشر، وهو عبارة عن الجمع وقد يكون مع الفعل إكراه، قال الله تعالى: ﴿فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾ [الأعراف: ١١١]، أي من يسوق السحرة كرهًا، وقد مضى القول في الحشر مستوفى والحمد لله (٢).

ومنها: يوم العرض، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)[الحاقة: ١٨]، وقال: ﴿وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا﴾ الكهف: ٤٨] وحقيقته: إدراك الشيء بإحدى الحواس ليعلم حاله، وغايته السمع والبصر، ولا يزال الخلق قيامًا في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما شاء الله أن يقوموا حتى يلهموا أو يهتموا فيقولون قد كنا نستشفع في الدنيا فهلّم فلنسأل الشفاعة إلى ربنا فيقولون: ائتوا آدم الحديث، وسيأتي (٣).

قال ابن العربي (٤): وفي كيفية العرض أحاديث كثيرة، المعول منها على تسعة أحاديث في تسعة أوقات.

الأول: الحديث المشهور الصحيح (٥) رواه أبو هريرة وأبو سعيد الخدري واللفظ له قال: إن ناسًا في زمن رسول الله قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله : "هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوًا ليس معها سحاب؟ وهل تضارون في [رؤية] (٦) القمر ليلة البدر صحوًا ليس فيها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: ما تضارُّون


(١) ص (٩٢٤).
(٢) (والحمد لله): ليست في (ع)، وانظر: ص (٥١٥).
(٣) ص (٥٩٨).
(٤) قاله في سراج المريدين ل ٣٣/ أ سطر ٨ من أسفل إلى ل ٣٤/ أ سطر ٢ من أعلى.
(٥) رواه مسلم في صحيحه ١/ ١٦٧، ح ١٨٣.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، م، مسلم، سراج المريدين).

<<  <  ج: ص:  >  >>