للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد بعد ما حكم الله به وجعله أجلًا (١) ووقتًا.

ومنها: يوم الغاشية، سميت بذلك؛ لأنها تغشى الناس بإفزاعها، أي تعمهم بذلك، ومنه (٢) غاشية السرج (٣).

ومنها: يوم ﴿لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (٢٦)[الفجر: ٢٥ - ٢٦].

ومنها: يوم لا بيع فيه ولا خلال، قال الله تعالى: ﴿قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (٣١)[إبراهيم: ٣١]، وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ﴾ [البقرة: ٢٥٤]. والخلة والخلال: الصداقة، والمودة.

ومنها: يوم لا ريب فيه، وإن وقع ريب الكفار أي شك، فليس فيه ريب لقيام الأدلة الظاهرة عليه، كما قال الله: ﴿أَفِي اللَّهِ شَكٌّ﴾ [إبراهيم: ١٠]، فليس في الباري شك (٤) لقيام الأدلة عليه، ولشهادة أفعاله ولاقتضاء المحدَث أن يكون له محدِث، ولكن قد شك فيه قوم ونفاه آخرون، ولم يوجب ذلك شكًا فيه؛ لقيام الأدلة، فكذلك يوم القيامة لا ريب فيه، ولا شك فيه مع النظر في الدليل والعلم، فإذا خلق الله تعالى الرَّين على القلب كان الشك، قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)[الحج: ٦ - ٧].

ومنها: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: ١٠٦]، وسيأتي (٥) بيانه إن شاء الله تعالى.

ومنها: يوم الأذان، دخل طاووس على هشام بن عبد الملك فقال له: اتق الله واحذر يوم الأذان، فقال: وما يوم الأذان؟ قال: قوله تعالى:


(١) في (ع): وجعل له أجلا.
(٢) في (ع، ظ): ومنها.
(٣) أي غطاء السرج، انظر: لسان العرب ١٥/ ١٢٦.
(٤) (فليس في الباري شك): ليست في (ع، ظ).
(٥) ص (٦٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>