للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤٤]، فصُعق هشام، فقال طاووس: هذا ذل الصفة (١) فكيف ذل المعاينة.

ومنها: يوم الشفاعة، قال الله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنبياء: ٢٨]، ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ (٢)، وقال: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠)[الشعراء: ١٠٠] وسيأتي (٣) بيانه.

ومنها: يوم الفرق، وسيأتي بيانه في أحاديث في الباب بعد هذا بحول الله وعونه (٤).

ومنها: يوم القلق والجَوَلان، وهو عبارة عن عدم الاستقرار والثبوت، يقال: قلق الرجل قلقًا (٥)، إذا لم يستقر، ومثله: جال يجول إذا لم يثبت.

ومنها: يوم الفرار، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦)﴾، فيفر كل واحد من صاحبه حذرًا من مطالبته إياه، إما لما بينهم من التبعات أو لئلا يروا ما هو فيه من الشدة.

وقال عبد الله بن طاهر الأبهري (٦): يفر منهم لما تبين له من عجزهم وقلة حيلتهم، إلى من يملك كشف تلك الكروب والهموم عنه، ولو ظهر له ذلك في الدنيا ما اعتمد شيئًا سوى ربه تعالى.

وقال الحسن (٧): أول من يفر يوم القيامة من أبيه: إبراهيم، وأول من يفر من ابنه: نوح، وأول من يفر من امرأته: لوط، قال: فيرون أن هذه الآية نزلت


(١) في (الأصل): الصعقة، وتصويبه من (ع، ظ، م).
(٢) في (ع، ظ): وقال: ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ [سبأ: ٢٣].
(٣) ص (٥٩٧).
(٤) في (ع، ظ): إن شاء الله تعالى.
(٥) في (ع، ظ): قلق الرجل يقلق قلقا.
(٦) صوفي من أقران الشبلي، مات قرب الثلاثين والثلاثمائة، انظر: طبقات الصوفية ص (٢٩٥).
(٧) لم أجد قول الحسن، وقد ذكره المؤلف في تفسيره ١٩/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>