للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقولون: نعم، فيخلى عن جبريل، ثم يقال للرسل: هل بلغتم عهدي؟ فيقولون: قد بلغنا أممنا، فتدعى الأمم فيقال لهم: هل بلغكم (١) الرسل عهدي؟ فمنهم المصدق ومنهم المكذب، فتقول الرسل: إن لنا عليهم شهداء يشهدون أن قد بلغنا مع شهادتك، فيقول: من يشهد لكم؟ فيقولون: محمد وأمته، فتدعى أمة أحمد ويقول: تشهدون أن رسلي (٢) هؤلاء قد بلغوا عهدي إلى مَنْ أرسلوا إليه؟ فيقولون: نعم رب، شهدنا أن قد بلغوا، فتقول تلك الأمم: كيف يشهد علينا من لم يدركنا، فيقول لهم الرب: كيف تشهدون على من لم تدركوا؟ فيقولون: ربنا بعثت إلينا رسولًا وأنزلت إلينا عهدك، وكتابك وقصصك علينا أنهم قد (٣) بلغوا، فشهدنا بما عهدت إلينا، فيقول الرب: صدقوا (٤)، فذلك قوله ﷿: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ والوسط: العدل، ﴿لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.

قال ابن أنعم (٥): فبلغني أنه تشهد يومئذ أمة محمد إلا من كان في قلبه حِنَةٌ (٦) على أخيه.

قلت: وذكر هذا الخبر أبو محمد عبد الحق (٧) في كتاب العاقبة له (٨)، فذكر بعد قوله: والوسط: العدل، ثم يدعى غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، ثم ينادى كل إنسان باسمه واحدًا، ويسألون واحدًا (٩)، واحدًا، وتعرض أعمالهم على رب العزة جل وعلا، قليلها وكثيرها، حسنها وقبيحها.


(١) في (ع، والزهد): بلغتكم.
(٢) في (الأصل): رسل، وما أثبته من (ع، ظ) وفي (الزهد): الرسل.
(٣) (قد): ليست في (ظ).
(٤) في (ع): صدقت، وليس في الزهد شيء من الكلمتين.
(٥) لعله: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، انظر: تاريخ أسماء الثقات ص (١٤٧)، رقم ٨٠٦.
(٦) في (الأصل): خفة، والتصويب من (ع، ظ)، قال الجوهري: يقال في صدره عليّ إحْنةٌ أي حقد، ولا تقل: حِنَةٌ، والجمع: إحَنٌ، الصحاح ٥/ ٢٠٦٨.
(٧) (عبد الحق): ليست في (ع، ظ).
(٨) ص (٣٠٢).
(٩) (ويسألون واحدًا): ليس في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>