للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها، والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم (١) مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق، وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر المُسْتَخِفُّونَ بالمعاصي، وجماعة أهل الزيغ والبدع والأهواء (٢).

ثم البعد قد يكون في حال ويقربون بعد المغفرة إن كان التبديل (٣) في الأعمال ولم يكن في العقائد، وعلى هذا التقرير يكون نور الوضوء يعرفون به ثم يقال لهم: فسحقًا، وإن كانوا من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله يظهرون الإيمان ويسترون (٤) الكفر فيأخذهم بالظاهر ثم يكشف لهم الغطاء، فيقول: فسحقًا فسحقًا، ولا يخلد في النار إلا كافر جاحد مبطل ليس في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.

وقد يقال: إن من أنفذ الله عليه وعيده من أهل الكبائر أنه وإن ورد الحوض وشرب منه فإنه [إذا] (٥) دخل النار بمشيئة الله تعالى لا يعذب بعطش، والله أعلم.

وروى الترمذي (٦) عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله : "أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء تكون (٧) بعدي، فمن غَشِي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولا يرد علي الحوض، ومن غشي أبوابهم ولم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد علي الحوض، يا كعب بن عجرة: الصلاة برهان، والصبر جُنة حصينة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة: إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به"، قال


(١) (كلهم): ليست في (ظ).
(٢) في (ع): الأهواء والبدع.
(٣) في (الأصل): التبدل، وما أثبته من (ع، ظ).
(٤) في (ع): ويسرون.
(٥) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٦) في جامعه ٢/ ٩٣، ح ٦١٤؛ وابن حبان في صحيحه ٥/ ٩، ح ١٧٢٣، صححه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي ١/ ١٨٩، ح ٥٠١.
(٧) في (ع، الترمذي): يكونون.

<<  <  ج: ص:  >  >>