٢ - جاء أيضًا في الخاتمة:"وأن ينفعنا به ووالدينا ومن أراده وقرأه آمين آمين إنه سميع الدعاء قريب مجيب"، ومثل هذا الدعاء لا يكون من مجرد ناسخ عادي؛ لأن من قرأ كتابًا فأراده ورغب فيه وأحبه لا تتجه إليه عادة دعوة الناسخ العادي، بل الناسخ العادي يطلب ممن يقرأ الكتاب أن يدعو له، ولا يكون الدعاء للقارئ عادة إلا من مؤلفه.
٣ - جاء أيضًا في خاتمة هذه النسخة ما يلي:"بخط مصنفه العبد الفقير إلى ربه محمد بن أحمد، وجاء أيضًا في الخاتمة: "قاله مصنفه محمد بن أحمد، فمثل هذا التنصيص بأنه بخط مصنفه، وأنه قاله مصنفه ثم يذكر اسم المصنف نفسه أقرب ما يكون إلى أنه من صنع المصنف نفسه، واتهام النساخ بالانتحال هذا خلاف الأصل وإن كان محتملًا، إلا أنه احتمال لا يصل إلى حد الارتياب في النساخ، وإنما يطلق العاملون في مجال التحقيق مثل ذلك الاحتمال للمزيد من التحري في إثبات أن النسخة بخط مصنفها، أو أن يكون هناك أمر مريب ظاهر في النسخة يدعو للشك.
٤ - كما جاء أيضًا في الخاتمة أن المصنف ناول الكتاب إلى غيره، وأنه أذن له أن يناوله إلى غيره، فهذه حقوق للمؤلف ليست للناسخ، تنازل عنها خطيًا للشخص المذكور، ولا يكون مثل هذا إلا من المصنف.
٥ - جاء في الخاتمة أيضًا تاريخ مناولة المصنف الكتاب للشخص المذكور: "قاله مصنفه محمد بن أحمد بتاريخ الثامن والعشرين لشهر شعبان سنة ست وخمسين وستمائة، فالمصنف ناول هذا الكتاب لغيره في تلك السنة وعاش بعدها خمس عشرة سنة، والناسخ المدلس قد لا يكون ذكيًا بكتابة تاريخ نسخ في حياة المصنف؛ ووفاة المصنف في سنة ٦٧١ هـ ثم يذكر أنه بخط مصنفه، كما أن تاريخ الفراغ من النَسْخِ يُثْبتُ عادةً إذا كان الناسخ اعتمد على نسخة أخرى نسخ منها، فلما لم يُذكر تاريخُ نَسْخٍ، وذُكر تاريخ مناولة قوّى احتمال أنها بخط المصنف.
٦ - قِدَمُ هذه النسخة التي أثرت الرطوبة فيها فكثر فيها الخرم، كذلك مما يدل