على قِدَمِها، ويرجح أنها كانت مسودة للمؤلف كثرة الأبواب والفصول والمسائل التي خلت منها هذه النسخة مما يدل على أن المؤلف كان يضيف إليها ويزيد؛ وذلك لأن ما بين مناولتها إلى وفاة المؤلف فترة طويلة تكفي لعمل التنقيحات.
٧ - العناية الفائقة بالنص؛ حيث كان مضبوطًا بالتشكيل في معظم كلماته، وهذا عمل صعب جدًّا ويحتاج إلى وقت وجهد وعلم بالنحو، ومثل هذا لا يعتني به عادة إلا مؤلفو الكتب أنفسهم.
٨ - كثرة الزيادات والإضافات التي توجد بهوامش النسخة بحيث يبعد أن تكون من مقابلات ناسخ عادي، أو من تعليقات بعض أهل العلم، بل في كثير من الأحيان ما تكون الزيادات أبوابًا أو فصولًا، والناسخ العادي قد تفوته كلمة أو عبارة فيستدركها في التصحيح بالمقابلة، وأما تلك الزيادات الكثيرة فتدل على أن المصنف كان يضيف إلى ما كتب سابقًا ويحرر فيه، كما في ل ١/ ب، ل ٥/ ب، ل ٦/ ب، ل ١٠/ ب، ل ١١/ أ، ل ١٢/ أ، وهو كثير جدًّا.
٩ - كتب النسخة بخط مغربي، والمصنف من أهل الأندلس الذين عاشوا ارتباطًا وثيقًا بالمغاربة.
١٠ - جاء في صفحة الغلاف اسم الكتاب كما ذكره المصنف في مقدمة كتابه تمامًا، حيث جاء فيها:"كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة"، ثم كتب تحت اسم الكتاب في ورقة الغلاف:"تصنيف العبد الفقير إلى ربه محمد بن أحمد القرطبي غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين أجمعين إنه سميع الدعاء قريب مجيب"، وعادة النساخ تفخيم مؤلفي الكتب كقولهم: الإمام العلامة المتفنن. . . إلخ، وعبارات المصنفين تَحْمِلُ عادةً عبارات التواضع.
١١ - حلّت هذه النسخة إشكالات وردت في النسخ الأخرى، ورجحت الصواب فيها، كما سيمر قريبًا إن شاء الله في ص (٨٥).