للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١)﴾ أي لم يقتحم العقبة، وهذا خبر، أي إنه لم يفعل، [والعرب تقول: لا أفعل بمعنى لم يفعل] (١).

قال زهير (٢):

وكان طوى كشحًا على مستكنه … فلا هو أبداها ولم تتقدم

أي فلم (٣) يبدها.

ثم قال: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ (٤) مَا الْعَقَبَةُ (١٢)[البلد: ١٢] يقوله (٥) للنبي : أي لم تكن تدري حتى أعلمك ما العقبة: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣)[البلد: ١٣] أي: عتق رقبة من الرق: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤)[البلد: ١٤] مجاعة ﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦)[البلد: ١٦] يعني اللاصق بالتراب من الحاجة في تفسير الحسن (٦).

وقال سفيان بن عيينة: كل شيء [قال] (٧) فيه: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ [الحاقة: ٣، المدثر: ٢٧] فإنه أخبر به، وكل شيء فيه (٨): ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ [الأحزاب: ٦٣، الشورى: ١٧] فإنه لم يخبر به.

[وخرّج الطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد في كتاب مكارم الأخلاق عن علي بن أبي طالب قال: لأن أجمع أناسًا من أصحابي على صاع من طعام أحب إلي من أن أخرج إلى السوق فأشتري نسمة (٩) فأعتقها] (١٠)، والله أعلم (١١).


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، م).
(٢) في ديوانه ص (١١٠) مع شرح حجر عاصي.
(٣) في (الأصل): فكم، والتصويب من (ع)، ظ، م).
(٤) (الأصل): ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ وما أثبته من (ع، ظ، م).
(٥) في من هذا الموضع إلى قوله تعالى: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ سقط في (ع).
(٦) ذكره الطبري في تفسيره ٣٠/ ٢٠٥ من قول ابن عباس وعكرمة.
(٧) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، م).
(٨) في (ع، ظ) كل شيء قال فيه.
(٩) في (ظ): بثمنه نفسًا.
(١٠) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ)، والأصل متوافق مع (م).
(١١) (والله أعلم): ليست في (ع، ظ، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>