للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العذاب فهو يرى أقصاها كما يرى أدناها، فقالوا: ﴿يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [الزخرف: ٧٧] [قال] (١) سألوا الموت، قال: فسكت عنهم لا يجيبهم ثمانين سنة، قال: والسنة ستون وثلاثمائة يوم والشهر ثلاثون يومًا واليوم كألف سنة مما تعدون، ثم لحظ إليهم بعد الثمانين فقال: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ [الزخرف: ٧٧]. فلما سمعوا منه ما سمعوا (٢) [وأيسوا] (٣) مما قبله قال بعضهم لبعض: يا هؤلاء إنه قد نزل بكم من البلاء والعذاب ما قدر ترون فهلم نصبر، فلعل الصبر ينفعنا كما أهل الطاعة على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا، فأجمعوا رأيهم إلى الصبر فصبروا (٤) فطال صبرهم ثم جزعوا فنادوا: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أم صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ﴾ [إبراهيم: ٢١] أي من منجًا، قال: فقام إبليس عند ذلك فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ﴾ [إبراهيم: ٢٢] قال: فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم، قال: فنودوا: ﴿لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [غافر: ١٠ - ١١] قال: فرد عليهم: ﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢)[غافر: ١٢]، قال: فهذه واحدة (٥)، فنادوا الثانية: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا﴾ ﴿نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ قال: فرد عليهم: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾ يقول: لو شئت لهديت الناس أجمعين فلم يختلف منهم أحد: ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤)[السجدة: ١٣ - ١٤]، قال: هذه ثنتان فنادوا الثالثة ﴿رَبَّنَا أَخِّرْنَا (٦) إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾ فرد عليهم: ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، م).
(٢) (منه ما سمعوا): ليست في (ع).
(٣) في (الأصل): وأهيبوا، والتصويب من (ع، م).
(٤) (فصبروا): ليست في (ظ).
(٥) في (الأصل): الواحدة، والتصويب من (ع، ظ، م).
(٦) في (الأصل): أخرجنا، والتصويب من المصحف، و (ع، ظ، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>