للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (٤٤) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (٤٥) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (٤٦)﴾ قال: هذه الثالثة، قال: ثم نادوا الرابعة: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾، قال: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾، ثم مكث عنهم ما شاء الله ثم ناداهم: ﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٠٥)[المؤمنون: ١٠٥] قال: فلما سمعوا صوته (١) قالوا: الآن يرحمنا فقالوا عند ذلك: ﴿رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا﴾ أي الكتاب الذي كتب (٢) علينا وكنا قومًا ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون، فقال عند ذلك: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾، فانقطع عند ذلك الرجاء والدعاء وأقبل بعضهم على بعض ينبح بعضهم في وجوه (٣) بعض وأطبقت عليهم. قال: فحدثني الأزهر بن [أبي] (٤) الأزهر أنه ذكر له أن ذلك قوله تعالى: ﴿[هَذَا] (٥) يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (٣٥) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (٣٦)[المرسلات: ٣٥ - ٣٦].

قال ابن المبارك (٦) وحدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: يذكره عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن أهل جهنم يدعون مالكًا فلا أربعين عامًا، ثم يرد عليهم ثم يرد عليهم: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾، قال: هانت والله دعوتهم على مالك ورب مالك.

قال: ثم يدعون ربهم فيقولون: ﴿رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (١٠٦) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧)﴾، قال: فيسكت (٧) عنهم قدر


(١) في (ظ): كلامه.
(٢) في (الأصل): كتبه، والتصويب من (ع، ظ).
(٣) في (ع، ظ): وجه.
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، م، الزهد).
(٥) ما بين المعقوفتين من (المصحف، ع، ظ، م).
(٦) في الزهد (الزوائد) ص (٩١)، ح ٣١٩.
(٧) في (ع): فسكت.

<<  <  ج: ص:  >  >>