للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس القرآن أنزل على محمد ؟ قال: فيرفعون أصواتهم بالنحيب والبكاء، فيقولون: وا محمداه، وا محمداه، اشفع لمن أمر به إلى النار [من أمتك، قال:] (١) فينادي مالك بتهديد (٢) وانتهار: يا مالك من أمرك (٣) بمعاتبة الأشقياء ومحادثتهم والتوقف عن إدخالهم العذاب، يا مالك لا تسود وجوههم فقد كانوا يسجدون لي في دار الدنيا، يا مالك لا تغلهم بالأغلال فقد كانوا يغتسلون من الجنابة، يا مالك لا تقيدهم بالأنكال فقد طافوا بيتي الحرام، يا مالك لا تلبسهم القطران فقد خلعوا ثيابهم للإحرام، يا مالك مر النار لا تحرق ألسنتهم فقد كانوا يقرؤون القرآن، يا مالك قل للنار تأخذهم على قدر أعمالهم، فالنار أعرف بهم وبمقادير استحقاقهم من الوالدة بولدها، فمنهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى سرته، ومنهم من تأخذه النار إلى صدره، فإذا انتقم الله منهم على قدر كبائرهم وعتوهم (٤) وإصرارهم فتح بينهم وبين المشركين بابًا فرأوهم (٥) في الطبق الأعلى من النار لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا، يبكون، ويقولون: يا محمداه، ارحم من أمتك الأشقياء واشفع لهم، فقد أكلت النار لحومهم ودماءهم وعظامهم، ثم ينادون يا رباه يا سيداه ارحم من لم يشرك بك في دار الدنيا وإن كان قد أساء وأخطأ وتعدى، فعندها (٦) يقول المشركون لهم: ما أغنى عنكم إيمانكم بالله وبمحمد، فيغضب الله تعالى لذلك، فعندها يقول: يا جبريل انطلق، فأخرج من في النار من أمة محمد ، فيخرجهم ضبائر قد امتحشوا، فيلقيهم على نهر على باب الجنة، يقال له: نهر الحيوان، فيمكثون حتى يعودوا أنضر ما كانوا، ثم يأمر بإدخالهم الجنة مكتوب على جباههم: هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن من أمة محمد ، فيعرفون من بين أهل الجنة


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، الحلية).
(٢) في (الحلية): بتهدد.
(٣) في (ظ): أمر.
(٤) في (الأصل): عقوقهم، وما أثبته من (ع، ظ، الحلية).
(٥) في (الأصل): فزادهم والتصويب من (ع، ظ، الحلية).
(٦) في (ظ): فعند ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>