للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملائكة فصاروا صفوفًا، فيقول (١): يا جبريل ائت بجهنم، فيأتي بها جبريل تقاد بسبعين ألف زمام حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلائق، ثم زفرت ثانية فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا لركبتيه (٢)، ثم تزفر الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر، وتذهل العقول فيفزع كل امرئ إلى عمله حتى إن إبراهيم الخليل يقول: بخلَّتي نفسي (٣) لا أسألك إلا نفسي، [ويقول موسى، بمناجاتي لا أسألك إلا نفسي] (٤)، وأن عيسى يقول: بما أكرمتني لا أسألك إلا نفسي، لا أسألك مريم التي ولدتني، ومحمد يقول: أمتي أمتي، لا أسألك اليوم نفسي، إنما أسألك أمتي [قال] (٥) فيجيبه الجليل تعالى: إن أوليائي من أمتك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فوعزتي وجلالي لأقرن عينك في أمتك، ثم تقف الملائكة بين يدي الله تعالى ينتظرون ما يؤمرون به، فيقول لهم تعالى وتقدس (٦): معاشر الزبانية انطلقوا بالمصرين من أهل الكبائر من أمة محمد إلى النار فقد اشتد غضبي عليهم بتهاونهم بأمري في دار الدنيا واستخفافهم بحقي وانتهاكهم حرمتي، يستخفون من الناس ويبارزونني مع كرامتي لهم وتفضيلي إياهم على الأمم ولم يعرفوا فضلي وعظيم نعمتي، فعندها تأخذ الزبانية بلحى الرجال وذوائب النساء فينطلق بهم إلى النار، وما من عبد يساق إلى النار من غير هذه الأمة إلا مسود وجهه قد وضعت الأنكال في قدميه (٧) والأغلال في عنقه إلا من كان من هذه الأمة فإنهم يساقون بألوانهم، فإذا وردوا على مالك قال لهم: معاشر الأشقياء! من أي أمة أنتم؟ فما ورد علي أحسن وجوهًا (٨) منكم، فيقولون: يا مالك نحن من أمة القرآن، فيقول لهم: معاشر الأشقياء أو


(١) في (ظ): فيقول الله تعالى.
(٢) في (ع): على ركبتيه.
(٣) (نفسي): ليست في (الحلية).
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، الحلية).
(٥) ما بين المعقوفتين من (ظ، الحلية).
(٦) في (ظ): وتقدس اسمه.
(٧) في (ع): رجليه.
(٨) في (الأصل): وجهًا، وما أثبته من (ع، ظ، الحلية).

<<  <  ج: ص:  >  >>