كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة

أبواب الجنة وما جاء فيها وفي صفتها ونعيمها - باب ما جاء في أشجار الجنة وثمارها وما يشبه ثمر الجنة في الدنيا - ج: 2 - ص: 947

الشيء (١) وفيه لغتان: صُبْرٌ وبُصْرُ (٢)، كما قالوا: جبذ وجذب، قال أبو عبيد (٣): وقول أبي عبيدة (٤) أعجب إليّ (٥) أن يكون في أعلاها من أن يكون في جانبها.

ابن المبارك (٦) ثنا صفوان عن سليم بن عامر قال: كان أصحاب رسول الله ﷺ يقولون (٧): إنه لتنفعنا الأعراب ومسائلهم، قال: أقبل أعرابي يومًا فقال: يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، قال رسول الله ﷺ: "وما هي؟ قال: السدر (٨)، فإن له (٩) شوكًا مؤذيًا، فقال رسول الله ﷺ: "أو ليس يقول: ﴿سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ (١٠) خضد الله تعالى شوكه، فجعل مكان كل شوكة ثمرة، فإنها تنبت ثمرًا، تفتق من الثمر (١١) منها على اثنين وسبعين لون طعام ما فيه لون يشبه الآخر"، ويروى: "تمرًا"، بالتاء باثنتين فيها كلها [قاله أبو محمد عبد الحق (١٢)] (١٣).

وذكر عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن يزيد البكالي عن عتبة بن عبد السلمي قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فسأله عن

---

(١) قال الجوهري في الصحاح ٢/ ٧٠٧: الصُبْرُ: هو حَرْفُ الشيء.
(٢) في (الأصل): نصر، والتصويب من (ع)، قال الجوهري في الصحاح ٢/ ٥٩٢: والبُصْرُ بالضم الجانبُ.
(٣) القاسم بن سلام، في غريب الحديث له ٤/ ٧٣.
(٤) معمر بن المثنى، وهو شيخ أبي عبيد القاسم بن سلام وفي (الأصل): قول أبي عبيد والتصويب من (ع، ظ).
(٥) في (ع): كما قالوا جبذ وجذب، وقال أبو عبيدة: أعجب إلي أن يكون في أعلاها.
(٦) في زوائد الزهد ١/ ٧٤ - ٧٥، ح ٢٦٣؛ والحاكم في مستدركه ٢/ ٥١٨، ح ٣٧٧٨، وروى أبو نعيم في الحلية ٦/ ١٠٣ نحوًا منه.
(٧) في (الأصل): يقول، وما أثبته من (ع، ط، م، مصدر المؤلف).
(٨) في (الزهد لابن المبارك): السدرة.
(٩) في (ع، الزهد): لها.
(١٠) في (الأصل، ظ) وسدر، والتصويب من (المصحف، ع، م) وفي المصحف: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨)﴾ [الواقعة: ٢٨].
(١١) في (زوائد الزهد): لقنو من الثمر.
(١٢) في العاقبة له ص (٣٤٤).
(١٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).