للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، صادقًا من نفسه أو قلبه، شك، أيهما قال، فتح له من أبواب الجنة ثمانية أبواب يوم القيامة، يدخل من أيها شاء"، وخرجه الترمذي (١) وغيره (٢).

قال [أبو] عمر (٣) بن عبد البر في كتاب التمهيد (٤)] (٥): هكذا قال: فتح له من أبواب الجنة.

وذكره أبو داود (٦) والنسائي (٧) وابن سَنْجِر (٨): "فتحت له أبواب الجنة الثمانية"، وليس فيها ذكر "من" فعلى هذا أبواب الجنة ثمانية، كما قالوا.

قلت: قد ذكرنا أنها أكثر من ثمانية، وبالله توفيقنا، وأما كون الواو في: وفتحت أبوابها واو الثمانية، وأن أبواب الجنة كذلك ثمانية، فقد جاء ما يدل على أنها ليست كذلك، في قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [الحشر: ٢٣] فخلو المتكبر، وهو ثامن اسم من الواو يدل على بطلان ذلك القول، وتضعيفه، والله أعلم. وقد بيناه في سورة براءة والكهف من كتاب أحكام القرآن (٩)، والحمد لله.

وقد خرج مسلم (١٠) عن خالد بن عمير قال: خطبنا عتبة بن غزوان، وكان أميرًا على البصرة، فحمد الله، وأثنى عليه، وذكر الحديث على ما تقدم (١١)، وفيه ولقد ذكر لنا أن ما بين المصراعين من مصاريع


(١) في جامعه ١/ ٧٨، ح ٥٥، صححه الألباني، صحيح الترمذي ١/ ١٨، ح ٤٨.
(٢) ابن ماجه في سننه ١/ ١٤٥، ح ٤١٩؛ والدارمي في سننه ١/ ١٩٦، ح ٧١٦.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) ٧/ ١٨٩.
(٥) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ)
(٦) في سننه ١/ ٤٣، ح ١٦٩.
(٧) في المجتبى من السنن ١/ ٩٢، ح ١٤٨، صححه الألباني، انظر: صحيح سنن النسائي ١/ ٣٣، ح ١٤٤.
(٨) في (الأصل): ابن شخير، والتصويب من (ع، ظ، م)، وقد ضبط المصنف اسمه في مسودته، قال الذهبي: محمد بن سنجر الجرجاني، صاحب المسند، توفي سنة ٢٥٨ هـ، أعلام النبلاء ١٢/ ٤٨٦.
(٩) سورة براءة في ٨/ ١٧٢ فقرة ٢٧٢، وسورة الكهف في ١٠/ ٢٤٩ فقرة ٣٨٢.
(١٠) في صحيحه ٤/ ٢٢٧٨، ح ٢٩٦٧.
(١١) ص (٨٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>