للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام"، الحديث.

وخرّج (١) عن أنس في حديث الشفاعة: "والذي نفس محمد بيده: إنما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما (٢) مكة وهجر، أو كما مكة وبُصْرى".

وخرّج (٣) عن سهل بن سعد أن رسول الله قال: "ليدخلنّ الجنة من أمتي سبعون ألفًا أو سبعمائة ألف، لا يدري أبو حازم (٤) أيهما قال: متماسكون آخذًا (٥) بعضهم بعضًا، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر"، فهذه الأحاديث مع صحتها تدل على أنها أكثر من ثمانية؛ إذ هي غير ما تقدم، فيحصل منها والحمد لله [على هذا] (٦) ستة عشر بابًا، والله أعلم.

[وقد ذكر الإمام أبو القاسم عبد الكريم القشيري في كتاب التحبير (٧): وقال رسول الله : "الخُلُق الحسن طوق من رضوان الله ﷿ في عنق صاحبه، والطوق مشدود إلى سلسلة من الرحمة، والسلسلة مشدودة إلى حلقة من باب الجنة حيث ما ذهب الخلق الحسن جرته السلسلة إلى نفسها تدخله في ذلك الباب إلى الجنّة، والخلق السوء طوق من سخط الله في عنق صاحبه، والطوق مشدود إلى سلسلة من عذاب الله، والسلسة مشدودة إلى حلقة من باب النار حيث ما ذهب الخلق السوء جرته السلسلة إلى نفسها تدخله من ذلك الباب إلى النار" (٨).


(١) أي مسلم في صحيحه ١/ ١٨٥، ح ١٩٤.
(٢) في (الأصل) كما، وما أثبته من (ع، ظ، م، مسلم).
(٣) أي مسلم في صحيحه ١/ ١٩٨، ح ٢١٩.
(٤) في (الأصل): أبو حاتم، والتصويب من (ع، ظ، م، مسلم).
(٥) في (الأصل، ظ): آخذٌ، وما أثبته من (ع، مسلم).
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٧) التحبير ص (٩٢).
(٨) ذكره ابن حبان في كتاب المجروحين ٢/ ٦١ في ترجمة عبد الرحمن بن محمد البلخي رقم ٦٠٦، وقال عنه: شيخ يضع الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>