كان ممن أسْلَمَ قديماً بعد الصديق بأربعة، وقيل: بخمسة، وكان عمره إذ ذاك خمسَ عشرةَ سنة على المشهور، ولا خلاف أنه لم يبلغ العشرين. وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة. وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة. وأحدُ الستة أصحاب الشورى. وقال عروة: إنه أولُ من سَل سيفاً في سبيل الله. وشهد بدراً وما بعدها. ولما نَدَب رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسلمين يومَ الأحزاب انتدب الزبيرُ، ثم ندبهم، فانتدب الزبيرُ ثلاثاً، فقال: "إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير". ومناقبه كثيرة جداً. وقد شهد فتح الشام ومصر، وحضر اليرموكَ، وحَمَل يومئذٍ على صفوفِ الروم فأخرَقَها مرتين. وكان يومَ الجمل مع طلحةَ بنِ عبيد الله في صحبة عائشة أم المؤمنين، فقتِل طلحةُ في المعركة، وقُتلَ الزبير بوادي السباع، قتله عمرو بن جُرْموز قَبحه الله، وذلك في سنة ست وثلاثين، وله أربع وستون سنةً، وقيل: أربع أو سبع وخمسون سنة. "جامع المسانيد والسنن" ٢/ورقة ١٣، وانظر"سير أعلام النبلاء" ١/٤١-٦٧.