أحَد العشرة المشهود لهم بالجنة. وأمين هذه الأمة بنص الحديث الصحيح عن سيدِ المرسلين. أسلم قديماً وشَهِدَ المشاهِدَ كُلها، وقتل أباه يومَ بدرٍ بيده، ونزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، أزَم على كل واحدة منهما بأسنانه حتى لا يؤذي رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسقطت ثنيته، فكان أحسنَ الناس هتماً. وأسلمت أمه أميمة بنت غنم بن جابر. وأرسله رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى البحَرين، وقال:. لأبعثن معكم أميناً حقُّ أمين" فاستشرف لها أصحابُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث معهم أبا عبيدة، وقال: "هذا أمين هذه الأمة". ولما كان يوم السقيفة قال أبو بكر: رضيتُ لكم أحَدَ هذينِ الرجلين، فأشار إليه وإلى عمر، وكانا إلى جانبه. وقال عمر حين احتُضِرَ: لو كان أبو عبيدة حياً لبايعتُه، ولهذا ذهب من قال: إنه أفضلُ الصحابة بعد الشيخين. وقال الجريري، عن عبدِ الله بن سفيان، عن عائشة، قالت: كان أحب الناسِ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر، ثم عمر، ثمَ أبو عبيدة. ولما ولي عُمَرُ بن الخطاب إمرةَ المؤمنين، عزل خالدَ بن الوليد عن إمرة الشام وولاها=