أسلم قديماً، حيث لم يكن المؤمنون سوى ثمانيةٍ به، وكان إسلامه على يدِ أبي بكر قبل دار الارقم بن أبي الأرقم. وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى مكة، ثم إلى المدينة. وشهد بدراً وأحداً وما بعد ذلك مِن المشاهد كُلها. وأبلى يوم أحد بلاء حسناً، وجرح يومئذ عشرين جراحة، منها واحد في رجله فعرج منها وهتم في ثنيته فسقطتا وقد كانتا قبل ذلك يجرحان شفتيه من طولهما. وكان أحدَ العشرة المشهود لهم بالجنة. وكان أحدَ الثمانية الذين لم يكن أسلم أحد قبلَهم. وأحدَ الستة أصحاب الشورى، ثم خلص الأمر إلى ثلاثة منهم، فكان أحدهم، ثم فوض إليه عثمان وعلي لينظر أصلَحَهما للامة، فمكث ثلاث ليال بأيامها يُشاور الناسَ ويستشيرهم حتى سأل النساءَ وذوات الخدور والصبيان في المكاتب، فلم يرهم يعدِلون بعثمان أحداً، فبايعه وقدمه على علي، فبايعه المسلمون أجمعون وعلي معهم، رضي الله عنه وعنهم. وقد تصدق في وقتٍ بأربعينَ ألف دينار، وفي وقتٍ بأربع مئة راحلة بما عليها من المتاجر والبضائع، وجهز خمس مئة فارس في سبيل الله، ثم ألفاً وخمس مئة راجل، ومع=