أصله من رامَهُرمُز، وقيل: من أصبهان، وكان قد سمع بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيُبعَث، فخرج في طلب ذلك، فأُسِر وبِيعَ بالمدينة، فاشتغل بالرِّق، حتى كان أول مشاهده الخندق، وكان هو الذي أشار بحفره، ثم شهد بقية المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفتوح العراق، ووَلِيَ المدائن. روى البخاري في "صحيحه" (٣٩٤٦) عن سلمان: أنه تداوله بضعة عشر سيداً، وذلك قبل إسلامه. وروى البخاري أيضاً (١٩٦٨) عن أبي جُحَيفة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين سلمان وأبي الدرداء. وأما ما قيل في سِنِّه من أنه جاوز المئتين وخمسين سنةً، فقد ردَّه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ١/٥٥٦ فقال: قد ذكرت في "تاريخي الكبير" أنه عاش مئتين وخمسين سنةً، وأنا الساعةَ لا أرتضي ذلك ولا أصحِّحه. وقال أيضاً: لعلَّه عاش بضعاً وسبعين سنةً، وما أُراه بلغ المئةَ. وقد اختلف في سنة وفاته، فقيل: توفي سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. وانظر "الإصابة" ٣/١٤١-١٤٢.