هد مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحداً هو وأبوه، وقتَلَ المسلمون أباه يومئذ خطأ، وكانا يريدان شهودَ بدر، فاستحلفهما المشركون أن لا يشهداها مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحلفا لهم، ثم سألا النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "نفي لهم بعهدهم، ونستعينُ الله عليهم". له في "الصحيحين" اثنا عشر حديثاً، وفي البخاري ثمانية، وفي مسلم سبعة عشر حديثاً، وآخى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينَه وبين عمَّار بن ياسر. وَلِيَ حذيفةُ إمْرةَ المدائن لعمر، فبقي عليها إلى بعدِ مَقْتلِ عثمان، وتوفي بعد عثمانَ بأربعين ليلة. أخرج البخاري (٦٦٠٤) ، ومسلم (٢٨٩١) (٢٣) عنه قال: قام فينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقاماً، ما تركَ شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدَّث به، حَفِظَه مَن حَفِظَه، ونَسِيَه مَن نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيءُ قد نسيتُه فأَراه فأذكره، كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجل إذا غابَ عنه، ثم إذا رآه عرفه. وأخرج مسلم (٢٨٩١) (٢٤) عنه قال: لقد حدثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يكون حتى تقومَ الساعةُ غير أني لم أسأله ما يُخرِج أهل المدينة منها. مات رضي الله عنه في المدائن سنة ست وثلاثين في أول خلافة علي رضي الله عنه. انظر "تهذيب الكمال" و"سير أعلام النبلاء".