وعذب عذاباً شديداً لأجل ذلك، ثم شهد المشاهد كلها، وآخى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين جُبير بن عَتيك، وشهد بدراً وما بعدها، ونزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين منصَرَف عليٍّ من صفين، وصلَّى عليه عليٌّ، وعاش ثلاثاً وستين سنة. وجاء أنه تَمَّول (أي: صار صاحب مالٍ) ، وأنه مرض مرضاً شديداً حتى كاد يتمنى الموت، وكان يقول: لولا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. ويقال: إنه أول من دفن بظهر الكوفة، وقيل: إنه لما رجع عليٌّ من صفين مرَّ بقبر خباب فقال: رحم الله خباباً، أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلي في جسمه أحوالاً، ولن يضيع الله أجره. (٢) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو أبو داود الطيالسي-، وغير سعيد بن وهب فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وهو في "مسند" الطيالسي (١٠٥٢) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة ١/٣٤٥ =