كان من سادات قريش وأشدهم وأسدً هم رمياً. أسلم قبل الفتح ثم لم يُحفظ عليه كذبة منذأسلم. وأبلى يومَ اليمامة بلاء حسنا، وقثل محكم اليمامة رماه بسهم في عقبه فقتله. يقال: كان اسمه عبد الكعبة، وفي رواية: عبد العزى، فسماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عبد الرحمن، ويكنى بأبي محمد، وقيل: أبو عثمان، وقيل: أبو عبد الله. وكان فيه مع دينه وصلابته دعابة حسنة، وقصته مع ليلى بنتِ الجودي التي كان رآها في الجاهلية فعشقها، وأنشد فيها أشعاراً كثيرةً مشهورة، ولما فتح عمر بن الخطاب الناحية التي كانت فيها نفله إياها. وكانت وفاته سنة أربع، أو خمس أو ست وخمسين، ودفن بمكة، وقد زارته أم المؤمنين أخته عائشة، وكان شقيقها، وأنشدت عند قبره أبياتَ متمم بن نويرة في أخيه مالك أمير بني يربوِع الذي قتله خالدُ بن الوليد أيامَ الردة: وكنا كَنَدْمَانيْ جَذيمةَ حِقبة من الدهرحتى قِيلَ لن يتصدعَا فلما تفرقنا كاني ومالِكاً لِطولِ اجتماع لم نَبِتْ ليلةً معاً "جامع المسانيد" ٣/الورقة ١٠٨، وانظر "سير أعلام النبلاء" ٢/٤٧١.