أسلم قبل أبيه بقليل، وهاجر إلى النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد سنة سبع للهجرة، وكان يكتبُ، فأَذِنَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتابة ما يسمع منه بعد كراهيته للصَّحابة أن يكتبوا عنه سوى القرآن، فكان من أكثرِِ الصَّحابة حديثاً، وصحيفتُه التي كتبها عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسمى الصَّادقة، وقد بلغ مجموع ما أسند سبع مئة حديث، اتفق الشَّيخان على سبعة أحاديث منها، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين، وبلغ عدد أحاديثه في "المسند" سبعة وعشرين وست مئة (يعني بالمكرر) . وقد أكثر عنه حفيدُه شُعيب بنُ محمد بن عبد الله بن عمرو، فقد تربّى في حِجْره، وخَدَمه ولزمه، لأنَّ أباه مات في حياة والده عبد الله بن عمرو. وكان يقرأُ بالسريانية، فروى عن أهلِ الكتاب، وأَدْمَنَ النَّظر في كُتُبهم. وكان رضي الله عنه كثيرَ العِبادة حتى قال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن لجسدكَ عليك حقاً، وإن لِزَوْجك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقاً". وكان يكثر من البكاء من خشية الله حتى رَسِعَتْ عيناه، وعمي في آخر عمره.=