وصح عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" عند الشيخين، وسلف في "المسند" برقم (٨٠٩٠) ، وذكرنا عنده شاهدين له. قوله: "قوام أمتي" قال في "المصباح المنير": قَِوام الأمر، بالفتح والكسر، وتقلب الواو ياءً جوازاً مع الكسرة، أي: عِماده الذي يقوم به وينتظم، ومنهم من يقتصر على الكسر، ومنه قوله تعالى: (الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) [النساء: ٥] . (١) معاذ بن جبل بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب، السيد الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني البدري، وكان طويلاً حسناً جميلاً أبيض الوجه برَّاق الثنايا أكحل العينين، وكان سمحاً، لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه. شهد العقبة شاباً أمردَ، ثم شهد بدراً وهو ابن عشرين أو إحدى وعشرين سنة. وعدّه أنس فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "خذوا القرآن عن أربعة"، فذكره منهم. سلف برقم (٦٥٢٣) . وعن أنس مرفوعاً: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل". سلف برقم (١٢٩٠٤) . ومناقبه كثيرة جداً. وتوفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو باليمن مبعوثاً إليها من قبله، وقدم منها في خلافة أبي بكر، وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة أو التي بعدها، وهو قول الأكثرين، وعاش أربعاً وثلاثين سنة، وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في "السير" ١/٤٤٣-٤٦٨. و"الإصابة" ٦/١٣٦-١٣٨.