قلنا: وقد ذكر بعض أهل العلم أن ابن جريج لم يسمعه من أبي الزبير، وأن بينهما ياسين بن معاذ الزيات، وممن قال ذلك أحمد بن حنبل، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان كما في "العلل" لابن أبي حاتم ١/٤٥٠، والنسائي، ونقل ذلك أبو داود والخطيب وابن عدي في "الكامل" ٧/٢٦٤٢، والبيهقي، لكن هذا مردود بأن ابن جريج قد صرح بسماعه عند عبد الرزاق (١٨٨٤٤) ، والدارمي، والنسائي في "الكبرى" (٧٤٦٣) ، والخطيب البغدادي ١/٢٥٦، وابن الجوزي، فلا وجه بعد ذلك لاعتبار عنعنة ابن جريج علة قادحة فيه. وأخرجه النسائي في "المجتبى" ٨/٨٨، وفى "الكبرى" (٧٤٦١) و (٧٤٦٢) ، وابن حبان (٤٤٥٨) ، والخطيب ٩/١٣٥ من طريق سفيان الثوري، والنسائي في "المجتبى" ٨/٨٩، وفي "الكبرى" (٧٤٦٧) و (٧٤٦٨) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/١٧١، والبيهقي ٨/٢٧٩ من طريق المغيرة بن مسلم، وعبد الرزاق (١٨٨٤٥) و (١٨٨٥٩) ، وابن عدي في "الكامل" ٧/٢٦٤١-٢٦٤٢ من طريق ياسين الزيات، ثلاثتهم عن أبي الزبير، به. قلنا: سفيان الثوري ثقة إمام، لكن قال النسائي: لم يسمعه من أبي الزبير، والمغيرة ابن مسلم صدوق حسن الحديث، لكن قال النسائي: ليس بالقوي في أبي الزبير. وكذلك استنكر أحاديثه عن أبي الزبير يحيى بنُ معينِ في رواية عنه. وأما ياسين الزيات فضعيف، لكن هذه الطرق الثلاثة مجتمعة تصلح لتقوية حديث ابن جريج. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من انتهب نهبة مشهورة فليس منا"، سلف برقم (١٤٣٥١) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، وهذه متابعة أخرى قوية لابن جريج. وقد وقع في طريق ياسين الزيات عند عبد الرزاق (١٨٨٥٩) تصريح أبي=