وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٩٣٩٩) ، والحميدي (٥٦٨) ، ومسلم (١٧٨٢) (٨٩) ، والطبراني في "الكبير" ٢٠/ (٦٩٤) من طرق عن زكريا، به. وقوله: ولم يدرك الإسلام أحداً ... هو قول عامر الشعبي كما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٥/٤٥٠ عن محمد بن عبيد الظنافسي، عن زكريا، عن عامر، قوله. وقد سلف بالأرقام (١٥٤٠٦) و (١٥٤٠٧) و (١٥٤٠٨) ، وسيكرر ٤/٢١٣ سنداً ومتناً. قال السندي: قوله: ولم يدرك الإسلام أحداً: الإسلام بالرفع، أي: ما أسلم منهم أحد. قوله: من عصاة قريش: قال القاضي عياض: العصاة ها هنا جمع العاصي من أسماء الأعلام لا من الصفات، أي: ما أسلم ممن كان اسمه العاصي مثل ابن وائل السهمي، والعاصي ابن هشام أبو البختري، والعاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية، والعاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي وغيرهم سوى العاصي بن الأسود، فسماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطيعاً، وإلا فقد أسلمت عصاة قريش وعتاتهم كلهم بحمد الله تعالى. لكنه ترك أبا جندل بن سهيل بن عمرو، وهو ممن أسلم، واسمه أيضاً العاصي، فإذا صح هذا يحمل على أن هذا ممن غلب عليه كنيته وجهل اسمه، فلم يعرفه المخبر باسمه، فما استثناه.