وصححه الحاكم في الموضعين، ووافقه الذهبي. وقد اختلف عليهما فيه: فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢١٣٣) عن أبي أمية، قال: حدثنا أبو عاصم وحجاج بن محمد، عن محمد ابن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله. قلنا: وهذه رواية مرسلة، لأَنَّ صحابي الحديث هو جاهمة كما سلف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٢٠٢) من طريق سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن معاوية بن جاهمة، عن جاهمة، به. قال البيهقي: ورواية حجاج عن ابن جريج أصح، قلنا: وقد تابعه أبو عاصم، وروح بن عبادة. وقد خالف ابن جريج محمدُ بنُ إسحاق: فأخرجه ابن ماجه (٢٧٨١) من طريق محمد بن سلمة الحَرَّاني، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٣٧٢) من طريق المحاربي، كلاهما عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة السلمي، قال: أتيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجعله من حديث معاوية، وقد وهم في ذلك. وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٤٧٤ عن عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة، عن أبيه طلحة بن معاوية السُّلمي، قال: جئت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكر نحوه، وجعله من حديث طلحة بن معاوية. قال الحافظ في "الإصابة": وهو غلطٌ نَشَأ عن تصحيف وقلب، والصواب عن محمد بن طلحة، عن معاوية بن جاهمة، عن أبيه، فصحف "عن" فصارت "ابن"، وقدَّم قوله: عن أبيه، فخرج منه أن لطلحة صحبة، وليس كذلك. قلنا: وقد وقعنا نحن في الخطأ كذلك، فذكرنا حديث طلحة بن معاوية في =