للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَائِمٍ " (١)


(١) إسناده من طريق يحيى بن سعيد صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسيار: هو أبو الحكم العَنَزي، ويحيى بن سعيد القاضي: هو الأنصاري.
وقولُ سيار في روايته عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت: عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ذكر ابنُ عبد البر في "التمهيد" ٢٣/٢٧٢ أن من رواه هكذا ولم يذكر عبادة بن الصامت زعم أن البيعة المذكورة في هذا الحديث ليست بيعة العقبة، وأن الوليد بن عبادة له صحبة، وأنه ممكنٌ أن يُشاهد هذه البيعة، لأنها كانت على الحرب، وذلك بالمدينة. ثم قال: وهذا عندي غلط، والصحيح فيه إن شاء الله: يحيى بن سعيد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن
أبيه، عن جده. وقال فيه أيضاً ٢٣/٢٧٦: فهذا شُعبة قد جَوَّده، فرََّقَ بين رواية سيار وروايةِ يحيى بن سعيد، فدلَ ذلك على صحة من جَعَلَ حديث يحيى بن سعيد عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده.
قلنا: قد تأول الحافظُ ابن حجر قولَه عن أبيه في "الإصابة"، فقال: لعل المراد بقوله: عن أبيه، جَدَّه، وجزم بذلك في "أطراف المسند" ٢/٦٥٠، فقال: عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جده، وسمعه من أبيه، عن جده. أخذه من رواية المسند الآتية ٥/٢٩٥ من طريق سفيان بن عيينة، عن
يحيى، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال سفيان: سمعه من جده، ثم قال الإمام أحمد: وقال سفيان مرة: عن جده عبادة. وقال الحافظ - مؤيداً أن المُراد بأبيه هنا جدُّه-: لم يذكر سيار جَدَّه، فصار ظاهرُه أنه من مسند الوليد بن عبادة، وهو وهم. قلنا: ذلك لأن حديث هذه البيعة إنما هو
من مسند عبادة بن الصامت جزماً، وولده الوليد إنما ولد في آخر عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما قاله ابن سعد- فلم يكن وقتَ البيعة موجوداً أصلاً، لكن هل سمع عبادةُ بن الوليد من جَدِّه عبادة بن الصامت؟. قد ورد التصريح بسماعه في الرواية الآتية ٥/٢٩٥ (ميمنية) على تردد، حيث قال الإمام أحمد: وقال سفيان مرة: عن جده، يعني لم يُثبت سماعه منه، ولا أثبته البخاري في "التاريخ=