وأخرجه البخاري (٧٠٥٥-٧٠٥٦) من طريق جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدِّث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: دعانا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرةٍ علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بَواحاً عندكم من الله فيه برهان. وسيأتي ٥/٣١٤ و٣١٦ و٣١٨ و٣١٩ و٣٢١. قال السندي: قوله: "على السمع والطاعة" صلةُ بايعنا، بتضمين معنى العهد، أي: على أن نسمع كلامك ونطيعك في مرامِك، وكذا من يقوم مقامك من الخلفاء من بعدك. "ومنشطنا ومكرهنا" مَفْعَل، بفتح ميم وعين، من النشاط والكراهة، وهما مصدران، أي: في حالة النشاط والكراهة، أي: حالة انشراح صدورنا وطيب قلوبنا وما يضاد ذلك، أو اسما زمان، والمعنى واضح، أو اسما مكان، أي: فيما فيه نشاطهم وكراهتهم، كذا قيل، ولا يخفى أن ما ذكره من المعنى على تقدير كونهما اسمي مكان بعيد. "والأثرة علينا" بفتحتين أو بضم فسكون، أي: على تفضيل غيرنا علينا، والمراد: أي على الصبر إن فُضِّل أحدٌ علينا، فالمطلوب الصبر عند الأثرة، لا نفس الأثرة. "الأمر"، أي: أمر الإمارة، أو كل أمر. "أهله" الضمير للأمر، أي: إذا وكل الأمر إلى من هو أهله، فليس لنا أن نجره إلى غيره، سواء أكان أهلاً أم لا. "بالحق"، أي: بإظهاره وتبليغه. "ولا نخاف"، أي: لا نترك قول الحقّ لخوف ملازمتهم عليه، وأما الخوف =