وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٨٥٧) ، والطبراني في "الكبير" (٨١٣٥) ، والحاكم ٣/٥٢٥، من طريقين عن حماد بن سلمة، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/٣٠٨، وقال: رواه أحمد والطبراني من طرق فيها علي بن زيد، وهو سيئ الحفظ، وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. قلنا: وقد روى يونسُ بنُ عبيد هذا الحديث عن الحسن البصري أيضاً لكن من حديث النعمان بن بشير أنه كتب إلى قيس بن الهيثم: إنكم إخواننا وأشقاؤنا، وإنا شهدنا ولم تشهدوا، وسمعنا ولم تسمعوا، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "إنَّ بين يدي الساعة فتناً كأنها قِطَعُ الليل المظلم، يُصبح الرجلُ فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، ويبيع فيها أقوامٌ خَلاقهم بعَرَضٍ من الدنيا" أخرجه أحمد ٤/٢٧٧ عن إسماعيل ابن عُلَيّة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن النعمان بن بشير، والحسن لم يسمح النعمان فيما نقل ابن أبي حاتم في "العلل" ص ٤١ عن علي ابن المديني، لكن إسناده إلى الحسن صحيح على شرط الشيخين، وهذا يرجح أن الحديث إنما هو حديث النعمان بن بشير، لأن علي بن زيد بن جدعان راويه عن الحسن من حديث الضحاك بن قيس سيئ الحفظ، وكان يقلب الأحاديث- فيما قال حماد بن زيد-، وذكر شعبة أنه اختلط. ويونس بن عبيد أثبت في الحسن من ابن عون- فيما قال ابن المديني- فكيف بابن جدعان؟! ويشهد لمرفوعه حديث أبي هريرة عند مسلم (١١٨) بلفظ: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً. أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا"، وقد سلف برقم (٨٠٣٠) . وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري، سيرد ٤/٤٠٨. قال السندي: قوله: كقطع الليل: جمع قطعة، أي: كل واحدة من تلك=