وأخرج البخاري (٢١٠٣) ، ومسلم (١٢٠٢) من حديث ابن عباس قال: احتجم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطى الذي حَجَمه، ولو كان حراماً لم يُعطه. لفظ البخاري. قال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢/٢٢٦-٢٢٧: وهذا الحديث لا يخلو أن يكون منسوخاً منه كسب الحجام بحديث أنس وابن عباس، والإجماعُ على ذلك، أو يكون على جهة التنزه، وليس في عطف ثمن الكلب ومهر البغي عليه ما يتَعلق به تحريم كسب الحجام، لأنه قد يُعطف الشيءُ على الشيء، وحكمه مختلف. قال السندي: قوله: "كسب الحجام": الجمهور على جوازه، وحملوا الحديث على التنزيه أو النسخ. "ومهر البغي": هو ما تأخذه الزانية على الزنى. "ثمن الكلب": أخذ به الجمهور.