وأخرجه الطبراني أيضاً (٦٣٢٠) من طريق جابر- وهو الجعفي- عن الشعبي، به. بلفظ: "الوائدة والموؤودة في النار". وأخرجه بنحوه الطيالسي (١٣٠٦) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم (٢٤٧٥) عن سليمان بن معاذ، عن عمران بن مسلم، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد، به. وقوله: "الوائدة والموؤودة في النار" جاء من حديث ابن مسعود مرفوعاً، عند البخاري في "التاريخ الكبير" ٤/٧٣، وأبي داود (٤٧١٧) ، وابن حبان (٧٤٨٠) ، والطبراني (١٠٠٥٩) و (١٠٢٣٦) . قلنا: فيه أن الموؤودة- وهي البنت التي تدفن حية- تكون غير بالغة، ونصوص الشريعة متضافرة على أنه لا تكليف قبل البلوغ. والمذهب الصحيح المختار عند المحققين من أهل العلم أن أطفال المشركين الذين يموتون قبل الحِنث هم من أهل الجنة، وقد استدلوا بما أخرجه ابن أبي حاتم فيما نقله عنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ٨/٣٥٧ عن أبي عبد الله الطهراني- وهو محمد بن حماد-، حدثنا حفص بن عمر العدني، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار فقد كذب، يقول الله عز وجل: (وإذا الموؤودة سُئِلَت، بأيِّ ذنبِ قُتِلَتْ) [التكوير: ٨، ٩] ، قال: هي المدفونة. وبقوله تعالى: (وما كنا معذِّبين حتى نبعث رسولاً) [الإسراء: ١٥] ، فإذا كان لا يُعَذَّب العاقلُ بكونه لم تبلغه الدعوة، فلأن لا يُعَذَّبُ غيرُ العاقل من باب الأَوْلى. وبما أخرج أحمد ٥/٥٨ من طريق حسناء بنت معاوية بن صريم عن عمها، قال: قلت: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال: "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموؤودة في الجنة"، وحسّن الحافظ إسناده في "الفتح" ٣/٢٤٦. =