قلنا: قد أثبت صحبته ابنُ عبد البر في "الاستيعاب". وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة ١/١٦، والطحاوي في "شرح المعاني" ١/٣٠، والطبراني في "الكبير" ١٩/ (٤٠٩) ، والبيهقي ١/٦٠ من طريقين عن ليث، به. وضعَّف إسناده البيهقي والحافظ في "التلخيص" ١/٩٢، والنووي في "المجموع" ١/٥٠٠. وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند البيهقي ١/٦٠: أنه كان إذا مسح رأسه، مسح قفاه مع رأسه. وقال: هذا موقوف، والمسند في إسناده ضعف. والله أعلم. وقد جعل الطحاوي وابنُ أبي شيبة وابن حبان (١٠٨٤) هذا الحديث في صفة مسح الرأس لا في مسح العنق، ولذا ذكر الطحاوي في الباب حديث عبد الله بن زيد- وهو عند البخاري (١٨٥) - وفيه: بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه..، وحديث معاوية- وهو عند أبي داود (١٢٤) - وفيه: ثم مسح من مقدمه إلى مؤخره..، وحديث المقدام بن معديكرب، وفيه: فلما بلغ مسح رأسه وضع كفيه على مقدم رأسه، ثم مر بهما حتى بلغ القفا. وحديث المقدام إسناده ضعيف. ويظهر أنّ بعضهم ذهب إلى أن المراد بالقفا في هذا الحديث العنق، قال الحافظ في "التلخيص": ولعل مستند البغوي في مسح القفا (يعني العنق هنا) ما رواه أحمد وأبو داود من حديث طلحة بن مصرف عن أبيه.. ثم قال: وإسناده ضعيف كما تقدم. قلنا: ولذلك لا نرى وجهاً لإيراد أحاديث مسح العنق هنا، على أنها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع.=