وقوله: فجدع بتشديد الدال المفتوحة، أي: خاصمه وذمه، والمجادعة: المخاصمة، وقال في "اللسان" جادعه مجادعةً وجداعاً: شاتمه وشاره، كأن كل واحد منهما جدع أنف صاحبه. وقال النووي: فجدع، أي: دعا بالجدع وهو قطع الأنف وغيره من الأعضاء. قال أحمد شاكر: وهذا أصح وأقرب، فإن "جدع" غير "جادع" ويؤيده ما في "اللسان": وفي الدعاء على الإنسان: جدعاً له وعقراً نصبوها في حد الدعاء على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره، وحكى سيبويه: جدعْتُه تجديعا وعقرته: قلت له ذلك. وهذا نص صريح. وقوله: "لا هنياً"، قال السندي: قيل: قاله تأديبا لهم لأنهم تحكموا على أهل المنزل، وقيل: هو خبر، أي: أنهم لم يتهنوا به في وقته، قيل: وهو الأوجه. وعقد، أي: عهد على أنهم يجيئون يوم كذا. وقوله: "فعرفنا اثني عشر رجلاً" قال النووي في "شرح مسلم" ١٤/١٩: هكذا هو في معظم النسخ (يعني نسخ صحيح مسلم) فعرَفنا بالعين وتشديد الراء، أي: جعلنا عرفاء، وفي كثير من النسخ: ففرقنا بالفاء المكررة في أوله وبقاف من التفريق، أي: جعل كل رجل من الاثني عشر مع فرقة، وهما صحيحان، والعريف: النقيب، وهو دون الرئيس. (١) إسناده صحيح على شرطهما. وانظر (١٧٠٢) .