وأبو سلمة ومحمد بن عبد الرحمن لم يسمعا من سلمة بن صخر، ويقال: سلمان. وقد أشار إلى إرساله البيهقي في "السنن" ٧/٣٩٠. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وله شاهد من حديث ابن عباس عند أبي داود (٢٢٢٣) ، والنسائي ٦/١٦٧، والترمذي (١١٩٩) ، وابن ماجه (٢٠٦٥) ، وابن الجارود (٧٤٧) ، والحاكم ٢/٢٠٤، والبيهقي ٧/٣٨٦ من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ظاهر من امرأته، فوقع عليها، فقال: يا رسول الله، إني قد ظاهرت من زوجتي فوقعت عليها قبل أن أكفر، فقال: "ما حملك على ذلك، يرحمك الله؟ " قال: رأيت خلخالها في ضوء القمر. قال: "فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله به". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. قلنا: واللفظ له. والحكم بن أبان وثقه ابن معين والنسائي وأحمد بن حنبل والعجلي وسفيان بن عينية وابن نمير، وابن المديني وغيرهم، وانفرد ابن المبارك بتضعيفه، وبمجموع طرق هذا الحديث وشاهده يصح. ومن ثم قال الترمذي: والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم في كفارة الظهار. قال السندي: قوله: من جماع النساء: أي من قوة جماعِهنَّ. قوله: تظهرت: يدل على الظهار إلى غاية. قوله: فرقاً، بفتحتين، أي: خوفاً. قوله: "أنت بذاك"، أي: أنت مقرون بذاك الذي ذكرت من الحال والفعل. قوله: ها أنا ذا: ها، حرف تنبيه، وأنا ضمير المتكلم مبتدأ، وذا: اسم الإشارة خبره، أي: أنا ذاك الذي فعل ما فعل. قوله: "فأمض": من الإمضاء. قوله: "فأطعم": من الإطعام. قوله: "وَسْقاً"، بفتح فسكون: ستون صاعاً.