وكان وسيما، جميلاً، مديدَ القامة، مهيباً، كامل التعقل، زكى النفس، من رجال الكمال. انتقل مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صَح عنه أنه قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين؟ أنا من الوِلْدان، وامي من النساء. تولى إمامة الحج سنة خمس وثلاثين بأمرٍ من عثمان بن عفان له، وهو محصور، وفي غيبته هذه قثِل عثمانُ. وشَهِدَ قتال الخوارجِ، وتأمرَ على البصرة من جهة علي بن أبي طالب، فلم يزل عليها حتى مات علي، ثم وَفدَ على معاوية فأكرمه وقربه واحترمه وعظمه. اعتزل ابن عباس الناس في خلافة ابن الزبير ونزل الطائف، وبقي بها إلى أن توفي سنة سبع أو ثمان وستين، وقيل: عاش إحدى وسبعين سنة. قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٣/٣٥٩: ومسنده ألف وست مئة وستون حديثاً. وانظر "البداية والنهاية" ٨/٢٩٨- ٣١٠. (١) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير الواسطي، ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه مسلم (٢٠٢٧) (١١٩) ، والترمذي (١٨٨٢) من طرق عن هشيم، به.