(٢) حديث صحيح دون قوله: "من ولد إسماعيل" وهذا إسناد منقطع، سُلَيم بن عامر- وهو الخَبَائري- لم يُدرك عمرو بن عَبَسَة، ولفظُ "أنَّ" هنا لا يفيد الاتصال، ودلَّ على الانقطاع كذلك رواية عبد بنِ حُميد (٢٩٩) ، فقد رواه عن يزيد بن هارون، عن حَرِيز- وهو ابن عثمان- كذلك، فقال: حدثنا سُلَيم بن عامر، أن عمرو بن عَبَسَة كان عند شُرحبيل بن السِّمط، فقال: يا عمرو. واختُلف فيه على سُلَيم بن عامر، فرواه عنه حَرِيزُ بنُ عثمان هكذا كما سبق، ورواه عنه صفوانُ بنُ عمرو السكسكي، فقال: عن سُلَيم بن عامر، عن شُرحبيل بن السِّمْط، عن عمرو بن عبسة، وهذه العنعنة عن شرحبيل لا تفيد الاتصال أيضاً، لأن الذي عنعنها بقيةُ بنُ الوليد، وهو يُدَلِّس ويُسَوِّي، ومثلُه ينبغي أن يُصَرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد رواه عن بقية جمعٌ من الحفاظ كما سيرد. وقد يُعَكر عليه متابعةُ عبد القدوس بن الحجاج لبقية، كما عند الطبراني في "الشاميين" (٩٥٧) ، إلا أنه لم يروه عن عبد القدوس سوى أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ولا نظنه محفوظاً، ويبقى حريزُ بنُ عثمان أوثق وأثبت من صفوان. وأخرجه الطبراني مختصراً في "مسند الشاميين" (١٠٦٨) من طريق الوليد ابن مسلم، عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (٣٩٦٦) ، وابنُ أبي عاصم في "الجهاد" (١٦٣) ، عن عبد الوهاب بن نجدة، والنسائي في "المجتبى" ٦/٢٦-٢٧، وفي "الكبرى" (٤٣٥٠) من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، والطبراني في "مسند الشاميين " (٩٥٨) من طريق محمد بن مُصَفى، ثلاثتهم عن بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن سُلَيم بن عامر، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" ٦/٢٧-٢٨، وفي "الكبرى" (٤٣٥٣) ، من طريق المعتمر، عن خالد بن زيد أبي عبد الرحمن الشامي، عن شرحبيل بن=