للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري (١٣٣٦٨) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/٢٢١، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.
قال القرطبي في "المفهم" ٧/٢١٦: قوله: "إن الله زوى لي الأرض حتى رأيتُ مشارقها ومغاربها"، أي: جمعها لي حتى أبصرتُ ما تملكه أمتي من أقصى المشارق والمغارب منها، وظاهرُ هذا اللفظ يقتضي أنَ الله تعالى قوّى إدراكَ بصرِه، ورفع عنه الموانع المعتادة، فأدرك البعيدَ من موضعه، كما أدرك بيتَ المقدس من مكة وأخذ يُخْبِرهم عن آياته، وهو ينظرُ إليه، وكما قال: "إني لأُبصِر قَصْر المدائن الأبيض"، ويُحتمل أن يكون مثَّلها اللهُ له، فرآها، والأولُ أولى.
وقوله: "أُعطيت الكنزين الأبيض والأحمر"، يعني: كنز كسرى وهو ملكُ الفرس، وملك قيصر، وهو ملك الروم، وقصورهما وبلادهما، وقد دلَّ على ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الآخر حين أخبر عن هلاكهما: "لتُنْفَقَنَّ كنوزهما في سبيل الله" (هو في المسند برقم ٧٢٦٨) ، وعبَّر بالأحمر عن كنز قيصر، لأن الغالب عندهم كان الذهب، وبالأبيض عن كنز كسرى، لأن الغالب كان عندهم الفضة والجوهر، وقد ظهر ذلك، ووُجد كذلك في زمن الفتوح في خلافة عمر رضي الله عنه، فإنه سيق إليه تاجُ كسرى وحليتُه وما كان في بيوت أمواله وجميعُ ما حوته مملكته على سعتها وعظمتها، وكذلك فعل اللهُ بقيصر لما فتحت بلاده.
قال السندي: قوله: "بسنة": بقحط.
"بعامة" أي: بقحط يعم الكل، وهو بدل.
"فيهلكهم بعامة" أي: بعقوبة تعم الكل.
"وأن لا يَلْبِسَهُم" من لَبَسَ، كضرب: إذا خلط، أي: أن لا يخلِطهم فرقاً يقاتِلُ بعضهم بعضاً. =