وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ الله عز وجل يقول: إني إذا ابتليتُ عبدي ... " إلى قوله: "يقومُ من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمُّه من الخطايا" له شاهدٌ من حديث ابنِ مسعود، سلف برقم (٣٦١٨) بلفظ: "ما على الأرض مسلم يُصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط اللهُ عنه به خطاياه كما تَحُطُّ الشجرةُ وَرَقَها" وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وآخر من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (١٤٨١) بلفظ: "ما يزال البلاءُ بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة"، وإسناده حسن. وثالث من حديث أبي هريرة، سلف برقم (٧٨٥٩) بلفظ: "لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة"، وإسناده حسن. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ويقول الربُّ عز وجل: أنا قيدتُ عبدي وابتليتُه فأجروا له كما كنتُم تُجرون له وهو صحيح" له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (٦٤٨٢) بلفظ: "ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءِ في جسده إلا أمر اللهُ عز وجل الملائكة الذين يحفظونه، فقال: اكتُبُوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعملُ من خير ما كان في وثاقي"، وإسنادُه صحيح على شرط مسلم، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. قال السندي: قوله: وهَجَّر، بالتشديد، أي: بكَّر. "على ما ابتليتُه": حيث صرف عنه ما هو فوق ذلك، أو حيث جعل له كفارة. "وأجروا له": من الإجراء، وهو خطابٌ لكاتبِ الحسنات بكتابتها وافياتِ إذا منع منها المرض.