للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كُنْتُ مَعَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ جَالِسًا قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَاسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ - قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَقْرَإِ النَّاسِ - قَالَ: فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ رِجَالٌ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " (١)


(١) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك بن مُلَيْل، وهو من رجال "التعجيل"، لم يرو عنه غير ابنه عبد العزيز، ولم يُؤْثَر توثيقه عن غير ابن حبان، وأما ابنه عبد العزيز، فهو من رجال "التعجيل" أيضاً، لكن روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ٢/٥٠٧-٥٠٨، والبيهقي في "السنن" ٣/٢٢٥، من طريق عبد الله بن عثمان، والطبراني في "الكبير" ١٧/ (٨٩٨) من طريق نعيم بن حماد الخزاعي، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. واقتصر الطبراني على المرفوع ولم يذكر فيه القصة.
ويشهد للمرفوع منه حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (٣٨٣١) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
التراقي: جمع تَرْقُوَة، وهو العظم بين ثُغرة النحر والعاتق.
والرَّمِيَّة: هي الطَّريدة.
ومحمد بن أَبي حذيفة هذا: كان أبوه- وهو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة- من السابقين الأولين البدريين، وكان جدُّه عُتبة بن ربيعة سيد المشركين وكبيرهم، فقتل يوم بدر، واستُشهد أبو حذيفة يوم اليمامة، فنشأ محمد في حجر عثمان رضي الله عنه، ثم كان ممن قام عليه فى الفتنة، واستولى على=