للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٢/٢١٦: وهذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يُوهِنُ راويه، ويُنبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث، فلا يكون ذلك دالاً على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا كذا، بل اختلف فيه أيضاً على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضاً.
وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢/٨١: ولقد أنكر الزهري حديث الصماء في كراهة صوم يوم السبت، ولم يعده من حديث أهل العلم بعد معرفته به، ثم ساق بإسناده عن الليث بن سعد قال: سئل الزهري عن صوم يوم السبت فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كراهته، فقال: ذاك حديث حمصي، فلم يَعُدَّه الزهري حديثاً يقال به، وضعفه.
وجاء في "الفروع" ٣/١٢٣-١٢٤ لابن مفلح: قال الأثرم، قال أبو عبد الله: قد جاء فيه حديث الصماء وكان يحيى بن سعيد يتقيه، وأبى أن يحدثني به. قال الأثرم: وحجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر، منها حديث أم سلمة.
قال ابن مفلح: واختار شيخنا (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية) أنه لا يُكره، وأنه قول أكثر العلماء، وأنه الذي فهمه الأثرم من روايتهم، وأنه لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى، فالحديث شاذ أو منسوخ.
قلنا: والحديث يعارضه أحاديث: الأول: حديث جويرية بنت الحارث عند البخاري (١٩٨٦) ، وسيأتي ٦/٣٢٤ و٤٣٠، ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على جويرية يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: "أصمتِ أمس؟ " قالت: لا. قال: تريدين أن تصومي غداً؟ " قالت: لا. قال: "فأفطري".
قال البيهقي ٤/٣٠٣: في حديث جويرية هذا ما دلَّ على جواز صوم يوم السبت، وكأنه أراد بالنهي تخصيصه بالصوم على طريق التعظيم له.
والثاني: حديث أبي هريرة عند البخاري (١٩٨٥) ، ومسلم (١١٤٤) ، وسلف في مسنده برقم (١٠٤٢٤) رفعه: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً=