وقوله: "ألا وإن دم المسلم كفارته" له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص سلف برقم (٧٠٥١) بلفظ: "يُغفر للشهيد كل ذنب إلا الدَّين" وإسناده صحيح على شرط مسلم. وآخر من حديث أبي قتادة عند مسلم (١٨٨٥) (١١٧) وفيه أن رجلاً سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعم...." الحديث وسيرد ٥/٢٩٧. وثالث من حديث عتبة بن عبد السلمي وفيه: "ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدوَّ، قاتل حتى يقتل، مُحيت ذنوبُه وخطاياه، إن السيف مَحاءُ الخطايا" سلف ٤/١٨٥. وقوله: "ألا وإن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله كبر، هن الباقيات الصالحات" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري سلف برقم (١١٧١٣) وذكرنا بقية شواهده هناك، وانظر حديث النعمان الآتي برقم (١٨٣٦٣) . قال السندي: قوله: "ومالأهم"، آخره همزة، يقال: ملأه على الأمر، ومالأه: إذا ساعده عليه. قوله: "وإن دم المسلم" أي: شهادته وقتلُه في سبيل الله كفارتُه، أي: كفارة المسلم يغفر الله تعالى ذنوبه. (١) وهو بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجُلاس- بضم الجيم وتخفيف اللام- الخزرجي، صحابيٌّ شهير، من أهل بدر، وشهد غيرها، ومات في خلافة أبي بكر، سنة ثلاث عشرة، ويقال: إنه أول من بايع أبا بكر من الأنصار، وقيل: عاش إلى خلافة عمر. قاله الحافظ في "الفتح" ٥/٢١٢.