وأخرجه الحديدي (٣) ، وأبو داود (٤٣٣٨) ، والمروزي (٨٦) و (٨٧) ، والبزار (٦٥) ، وأبو يعلى (١٣٢) ، وابن حبان (٣٠٤) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وسيأتي برقم (١٦) و (٢٩) و (٣٠) و (٥٣) . قوله: " إنكم تقرؤون هذه الآية " وزاد في رواية كما سيأتي برقم (١٦) : " وتضعونها على غير موضعها "، قال السندي في " حاشيته " ١ / ٢: يريد أنكم تفهمون منها أن النهي عن المنكر غير واجب مطلقاً، وليس كذلك، إمّا لأن العمل به مقيد بما جاء في حديث أبي ثعلبة الخشني: " إذا رأيت شُحّاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، ودنيا مُؤثَرة، وإعجاب كلِّ ذي رأي برأيه، ورأيت أمراً لا يدانِ لك به، فعليك خُوَيْصَّةَ نفسك، ودع أمر العوامِّ " هكذا رواه ابن ماجه (٤٠١٤) ، وهي أتمُّ الروايات، فلذلك اخترناه، وإما لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جُملة ما يكون به إصلاح النفس، ومن جملة الاهتداء، وقد أَمَر الله تعالى به في هذه الآية بقوله: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ، وبقوله: {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، نعم لا يضرُّ عملُ العاصي بعد ذلك إن لم يقدر على إبطاله باليد، فتَرْك الأمر والنهي رأساً، ليس مما يدل عليه الآية أصلاً، والله تعالى أعلم.