لولا يد، أي: إحسان. لكافأتك بها، أي: بهذه الشتيمة، أي: لشتمتك بمثلها. ثم تناول لحية: هذا على عادة العرب في التكلم لا سيّما عند الملاطفة. فقرع، أي: ضرب يده إجلالاً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن هذا إنما يصنع النظيرُ بالنظير، وكان عروة عَمَّ المغيرة. قبل، الظاهر أن المضاف إليه مقدر، أي: قبل أن تصل إليك العقوبة ونحوه. وقوله: "واللهِ لا يصل إليك"، أي: العقوبة، كالبيان له، فيكون "قبل" مبنياً على الضم، ويمكن الإعراب باعتبار المقدر كالملفوظ. أغُدَر، بضم ففتح: معدول عن غادر، كعُمر عن عامر، والهمزة للنداء. غسلت سوأتك، أي: دفعت خيانتك وضررها ببذل المال. إلا بالأمس، أي: إلا عن قريب، أي: فكيف لك الغلطة عليَّ! والمغيرة قد قتل ناساً قبل الإسلام، وقد سبق له ذكر أيضاً. إلا ابتدروه، أي: استبقوا إلى أخذ الغسالة، والتبرك بها. لا يسلمونه: من أسلمه إلى عدوه إذا خُلَّيَ بينهما، أي: لا يتركونه لكم ويشردون عنه. فَرَوْا: بفتح الراء وسكون الواو، أمر من الرأي، أي: انظروا في الرأي، ومراده إمالتهم إلى الصُّلْح. عقرت به قريش، أي: عقروا جَمَلَه. تكلما، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسهيل. فلما التأم الأمر، أي: صلح، واتفق. الذلة: خلاف العِزة، أي: حيث شرطوا علينا ما ظاهره ذلة وإن ظهر بعد ذلك أنه ما كان إلا عِزَّة، وإنما كان ذلة على المشركين. غرزه: الغَرزُ للإبل بمنزلة الركاب للسرج، أي: كن تابعاَ له، متمسكاً برأيه، ولا تخالفه، فإن من أراد أن يكون تابعاً لراكب الجمل بأحسن وجه=