وأخرجه أبو داود- كما في "تحفة الأشراف" ٤/١٥٣- من طريق رَوْح بن عُبادة، بهذا الإسناد. وقال المزي: هذا الحديث في رواية أبي الحسين بن العبد، وأبي بكر بن داسة، عن أبي داود، وثم يذكره أبو القاسم. قلنا:. وليس هو في مطبوع "سنن" أبي داود المتداول، فهو من رواية اللؤلؤي. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة يعقوب بن عاصم) من طريق سعيد بن سلاّم، عن زكريا بن إسحاق، به. وسيرد برقم (١٩٤٧١) . وله شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (١٢٨٦) ، ولفظه: أن رسول الله أفاض من عَرَفَة، وأسامةُ رِدْفُه. قال أسامة: فما زال يسير على هَيْئَتِه حتى أتى جَمْعاً. قال النووي في قوله: على هَيْئَتِهِ؛ هكذا هو في معظم النسخ، وفي بعضها: هِيْنَتِه، وكلاهما صحيح المعنى. وقوله: فما مَشَتْ قدماه الأرض حتى أتى جَمْعاً. قال السندي: قاله بحسب علمه، وإلا فقد جاء أنه نزل، فبال، وتوضأ وضوءاً خفيفاً. قلنا: المراد من الحديث- والله أعلم- أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما نزلَ للصلاة قبل جَمْع، وإنما ظلَّ سائراً إلى أن وصل إلى جَمْع، يدلُّ عليه أن أسامة بن زيد روى - كما عند البخاري (١٦٦٩) - أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغ الشِّعب الأيسر الذي دون المزدلفة، أناخَ، فبال، ثم صَب عليه الوَضوء، فتوضأ وُضوءاً خفيفاً، قال أسامة: فقلتُ: الصلاةُ يا رسول الله، قال: "الصلاةُ أمامَك": فركب رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أتى المزدلفة، فصلَى. وقد روى أسامةُ أيضاً- كما في حديث ابن عباس الذي ذكرناه شاهداً- أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أفاض من عرفة لا زال يسير على هيئتة حتى أتى جمعاً. وروى أيضاً- كما سيرد في مسنده ٥/٢٠٦- قال: كنت=