وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" ٣/١٠٨ عن محمد بن يحيى الذهلي، عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، أن رجلاً حدثه، عن أبي هريرة. وانظر (١٦٦٢٧) . وقوله: "أصدق الطير الفأل": الطير والطائر والطيرة بمعنى، فالطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، وقد تستعمل فيما يسر، والفأل فيما يسر ويسوء قال ابن الأثير: وإنما أحب الفأل، لأن الناس أَمَّلُوا فائدة الله تعالى وَرَجَوْا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي، فهم على خير، وقد جاء في الحديث المتفق على صحته: "لا طيرة وخيرها الفأل، قالوا: وما الفألُ؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعُها أحدكم "أي على قصد التفاؤل كطالب ضالة: يا واجد، وكتاجر: يا رازق وكمسافر: يا سالم وأمثال ذلك، وقد جاءت الطيرة بمعنى الجنس والفأل بمعنى النوع، ومنه الحديث"أصدق الطِّيرة الفأل". قال الطيبي: ومعنى الترخص في الفأل والمنع من الطيرة هو أن الشخص لو رأى شيئاً، وظنه حسناً، وحرضه على طلب حاجته، فليفعل ذلك، وإذا رأى ما بعده مشؤوماً ويمنعه من المُضيِّ إلى حاجته، فلا يجوز قبوله، بل يمضي لسبيله، فإذا قبل وانتهى عن المُضيِّ في طلب حاجته فهو=