للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢١٥٦٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ (١) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَلَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي " (٢)

٢١٥٦٥ - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، رَفَعَ الْحَدِيثَ (٣) ،


=المقرئ، بهذا الإسناد - وزاد في أوله: "يا أبا ذر، إني أراك ضعيفاً، وإني أُحبُّ لك ما أُحبُّ لنفسي".
وانظر الحديث السالف برقم (٢١٥١٣) .
قال القرطبي المحدِّث - فيما نقله عنه السيوطي في شرحه على النسائي ٦/٢٥٥ -: معنى "إني أراك ضعيفاً"، أي: ضعيفاً عن القيام بما يتعين على الأمير من مراعاة مصالح رعيته الدنيوية والدينية، ووَجْهُ ضعفه عن ذلك أن الغالب عليه كان الزهد واحتقار الدنيا، ومَنْ هذا حالُه لا يعتني بمصالح الدنيا وبأموالها اللذين بمراعاتهما تنتظم مصالح الدين ويتم أمرُه، وقد كان أبو ذر أَفْرَطَ في الزهد في الدنيا حتى انتهى به الحال إلى أن يفتي بتحريم الجمع للمال، وإن أُخرجت زكاته، وكان يَرى أنه الكنز الذي توعد الله عليه في القرآن، فلما علم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه هذه الحالة، نصحه، ونهاه عن الإمارة، وعن ولاية مال الأيتام، وأكد النصيحة بقوله: "وإني أحب لك ما أُحب لنفسي" وأما من قَوِيَ على الإمارة، وعَدَلَ فيها، فإنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله.
(١) كذا في (م) والأصول الخطية: "خرشة بن الحر عن المعرور"، وانظر التعليق على الحديث السالف برقم (٢١٣٤٥) .
(٢) صحيح لغيره، وسلف الكلام عليه عند الحديث السالف برقم (٢١٣٤٣) . حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
(٣) أي: إلى الله عز وجل، فهو حديث قُدُسيٌّ، والصادق المصدوق: أراد =