قال النسائي في "عمل اليوم والليلة" بإثر الحديث (٥٨٠) : حسين المُعَلِّم أَثْبَتُ من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريده، وحديثه أَوْلى بالصواب. وتبعه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" ٢٨/٥٠١، فقال: وهو المحفوظ. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١١/٩٩ بعد أن ساق قول النسائي: كأن الوليد سلك الجادة. لأن جُلَّ رواية عبد الله بن بريدة، عن أبيه، وكأن من صححه جَوَّزَ أن يكون عن عبد الله بن بريدة على الوجهين. ثم قال في "نتائج الأفكار" ٢/٣٢٤: هذا حديث حسن صحيح ... ، وقد وثقه -يعني الوليد بن ثعلبة- يحيى بن معين، وكنت أظن أن روايته هذه شاذة، وأنه سلك الجادة، حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة، عن أبيه، أخرجها ابن السني، فبان أن للحديث عن بريدة أصلاً. قلنا: قد سلف أن في الطريق إليه ليث بن أبي سُليم، وهو سيئ الحفظ، لكن تابع الوليد بن ثعلبة أخوه المنذر بن ثعلبة كما ذكرنا في تخريج الحديث آنفاً، فالقول قول الحافظ ابن حجر، والله أعلم. وفي الباب عن جابر بن عبد الله، عند عبد بن حميد (١٠٦٣) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٦٧) و (٤٦٨) ، والطبراني في "الدعاء" (٣١١) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٣٧٢) . وقوله: "أَبوءُ بنعمتك عليَّ، وأَبوءُ بذَنْبي" أي: أُقِرُّ وأَرْجِعُ، وأَصل البَواءِ: اللُّزوم، وقيل في معنى قوله: "أبوء بذنبي" أي: أحتمله برغمي ولا أستطيع صَرْفَه ودفعَه عني. انظر "النهاية" ١/١٥٩، و"شرح السنة" ٥/٩٥، و"فتح الباري" ١١/١٠٠.