وانظر ما قبله وما بعده. قلنا: قول ابن عمر: "ونسيت أن أسأله: كم صلى؟ " كذا وقع في رواية نافع عنه، ووقع في رواية ابن أبي مليكة عنه السالفة برقم (٢٣٨٨٥) ، ورواية مجاهد عنه السالفة برقم (٢٣٩٠٧) : أن بلالاً أخبره بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركع ركعتين. وأجاب الحافظ ابن حجر على هذا الإشكال في "الفتح" ١/٥٠٠ فقال: الجواب عن ذلك أن يقال: يحتمل أن ابن عمر اعتمد في قوله: "ركعتين" على القدر المتحقق له، وذلك أن بلالاً أثبت له أنه صلَّى، ولم يُنقَل أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنفَّل في النهار بأقلَّ من ركعتين، فكانت الركعتان متحقَّقاً وقوعُهما عُرف بالاستقراء من عادته، فعلى هذا فقوله: "ركعتين" من كلام ابن عمر لا من كلام بلالٍ. وقد وجدتُ ما يؤيد هذا ويستفاد منه جمع آخر بين الحديثين، وهو ما أخرجه عمر بن شبَّه في "كتاب مكة" (وهو عند الإمام أحمد أيضاً وقد سلف برقم: ٢٣٩٢١) من طريق عبد العزيز بن أبي روَّاد عن نافع عن ابن عمر في هذا الحديث: "فاستقبلني بلال فقلت: ما صنع رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ها هنا؟ فأشار بيده؛ أي: صلَّى ركعتين، بالسبَّابة والوُسطى" فعلى هذا فيُحمل قوله: "نسيت أن أسأله: كم صلى؟ " على أنه لم يسأله لفظاً ولم يُجِبْه لفظاً، وإنما استفاد منه صلاة الركعتين بإشارته لا بنُطْقه. وانظر تتمة كلامه فيه.